مؤشرات الصراع الأمريكي والروسي في تقارير لموقع فاغنر

نشر الموقع الرسمي لرجل الأعمال الروسي ورئيس شركة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، رسائل مسربة من قبل ضابط في الإستخبارات المركزية الأمريكية، والذي قام بإرسالها الى رجل الأعمال الروسي والذي يعتبر احد أعداء الولايات المتحدة الأمريكية، وتحتوي الرسائل المسربة والمنشورة على موقع “بريغوجين للسودان” تعليمات من مدير الإستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز موجهة للسفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري للعمل بها خلال مفاوضاته مع كل من رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وطالب بايدن في الرسائل الموجهة للسفير بأن يدعم كل طرف على الأخر ومساعدته في عملية تصفيته.
طالب بايدن في رسالته لسفير واشنطن في الخرطوم بأن يقنع الفريق أول محمد حمدان دقلو بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف بجانب قواته وتوفر له كل الدعم المطلوب خارجيًا، وهذا مقابل أن يتخلص من “الديكتاتور” عبد الفتاح البرهان ويدعم التحول الديمقراطي في البلاد، مع التأكيد على عدم رضا الإدارة الأمريكية على تصرفات البرهان، وذهبت التعليمات الى أبعد من ذلك، إذ طالب بايدن بتوصيل رسالة للقائد دقلو مفادها أن واشنطن مستعدة لدعم قوات الدعم السريع في تصفية البرهان اذا تطورت المعركة أكثر من ذلك.
أما بخصوص الرسالة الثانية، والتي تضم تعليمات التفاوض مع البرهان، طالب بايدن من غودفري أن يدعم البرهان بنفس الطريقة والتأكيد على ضرورة التخلص من حمدان حتى وان استدعى الأمر قتله، وهذا لأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على تحقيق السلام في السودان.
الولايات المتحدة الأمريكية تقود مفاوضات جدة وتجتمع مع أطراف الصراع المختلفة، وحتى مع المكون المدني الذي أخذ صف الحياد، وتصرح دائمًا وأبدًا أن الحل الوحيد في الوقت الحالي هو الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم التنازلات من أجل مصلحة الشعب السوداني ووقف شلال الدماء، ولكن التسريبات التي خرجت من مكاتب الإستخبارات الأمريكية تؤكد عكس ذلك، فهل سيكون مصير السودان كمصير سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول التي تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في شؤونها الداخلية لتحقيق الديمقراطية المنشودة وتحولت في النهاية الى ساحات حرب واقتتال؟

زر الذهاب إلى الأعلى