الحرب الأهلية ومخاوف من اثار خطيرة
أكد العديد من المسؤولين والمهتمين بالشؤون العربية والأفريقية أن ما يحدث في السودان يعتبر بداية لحرب أهلية قد تنتهي بتفكك السودان ووحدته الجغرافية إذا لم يستمع جميع الأطراف الى صوت العقل ويلتزم بحماية المصالح السودانية والإبتعاد عن الحلول العسكرية التي لن تنتهي بإنتصار أي طرف على الأخر.
يعيش السودان اليوم أيام عصيبة وإعادة للمشاهد القديمة وحرب دارفور والصراع بين الحكومة والحركات المسلحة، والتي استمرت لسنوات طويلة إنتهت بإنفصال جنوب السودان قبل ما يزيد عن العشر سنوات، وما يحصل اليوم يعتبر مشابهًا وليس بعيدًا عن الأحداث الدامية السابقة، فالحركات المسلحة اليوم تجهز نفسها لما هو قادم وتحشد مقاتليها وتتمركز في مناطق مختلفة وتخترق إتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة قبل ثلاث سنوات.
الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال جناح عبد العزيز الحلو بدأت بالفعل في التمدد والإنتشار بعد أن حشد الألاف من قواتها وسيطرت على أربع معسكرات تابعة للقوات المسلحة في جنوب كردفان، حيث لم يستطيع الجيش أن يصد هجمات قوات الحركة المسلحة واستسلم تقريبًا بدون قتال.
ونفس الشئ قد يحدث خلال الأيام القليلة المقبلة في دارفور، حيث صرح حاكم الإقليم وزعيم حركة تحرير السودان في دارفور مني أركو مناوي، أنه لن يتوانى في حماية الإقليم وشعبه من المخاطر التي الناجمة عن الإقتتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وقال أن شعب الإقليم تعرض لجرائم فظيعة لن يقف أمامها وقوف المتفرج وسيحرك قواته اذا استمرت هذه الجرائم.
الضعف الذي أظهرته القوات المسلحة في الخرطوم منذ الخامس عشر من ابريل الماضي، حين اشتعل النزاع المسلح بينها وبين قوات الدعم السريع، جعل من قيادات الحركات المسلحة تنتظر الفرصة المناسبة لحشد قواتها وتنفيذ عمليات عسكرية قد تكون لها عواقب وخيمة وقد تنتهي بإنفصال بعض الولايات في حال نشبت الحرب الأهلية، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تكون واقعًا مريرًا سيدمر البلاد ويصيب الإستقرار في مقتل.