رسالة خطيرة تم تسريبها تؤكد تورط فولكر بيرتس في العمل على زرع الفوضى في السودان
كتب موقع “إديتور-برس” الإخباري خبرا قبل يوم واحد عن تسريب وثائق وملفات خطيرة متمثلة في رسالة مرفوقة بتقرير مفصل حول الوضع في السودان أرسلها رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إلى إلى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وكذا تم تقديم نسخة منها إلى مدير الإستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز وكذا مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، ماري كاثرين “مولي” في، مطمأنا إياهم بسير المخطط الذي رسمته إدارة بادين له في السودان ومنورا لهم عن جل التطورات في الصراع القائم بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، إضافة إلى تقديم شرح مفصل لهم حول الحلول المناسبة لتأزيم الوضع أكثر من السابق وإدخال البلاد في حالة فوضى كبيرة تمكنهم من استكمال تحقيق مخططهم في البلاد.
وأشار فولكر في رسالته أن البعثة قد حققت نجاحات عظيمة خلال عملها في السودان السنوات الماضية ولعل من أبرزها تعطيل المسار السياسي الديمقراطي في البلاد وعرقلة تأسيس سلطة فيها مع العمل على نشر الفوضى وزعزعة الإستقرار فيها من خلال خلق الأزمات في قطاعات حساسة كالإقتصاد والأمن وغيرهما.
كما أشاد رئيس البعثة الأممية بالدعم الكبير الذي تلقته البعثة من قائد الجيش السوداني عبد القتاح البرهان والمتمثل في تبني البرامج وتسهيل الطريق أمام البعثة.
وأوضح أيضا أن العمل يجرى الآن بالتنسيق مع البعثة من أجل تحييد بعض الجنرالات الغير مرغوب فيهم لدى الإدارة الأمريكية، وأشار أنه بعد الإنتهاء من المهمة يجب على الإدارة الأمريكية الضغط على محكمة الجنايات الدولية من أجل تحرير مذكرة اعتقال دولية في حق البرهان.
كما طمأن فولكر الأطراف الأمريكية من جهة قائد الدعم السريع حميدتي مشيرا بأن الأخير لا يملك أي طموح سياسي في البلاد، وبالتالي فهو لا يشكل أي تهديد بالنسبة لهم، خاصة وأنه يسير في طريق تعيين حكومة مدنية وهو ما يتماشى مع أهداف واشنطن في البلاد، مضيفا بأنه يجب التعامل معه بنفس الطريقة مثل البرهان، أي الضغط عليه من خلال المحكمة الدولية الجنائية وتذكيره بجرائم دافور التي كان مسؤولاً على عدد كبير منها..
ونبه بيرتس الإدارة الأمريكية بأن الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها السودان وحالة غياب الأمن فيه فرصة مناسبة لإدخال وحدات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى البلاد ، وذكر أنه تم تجهيز ثمانمائة بدلة من الزي الرسمي لقوات الدعم مع الشعار الخاص بها، وخمسمائة أخرى خاصة بقوات الجيش السوداني لتزويد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بها، كما تحدث عن تواجد مستودعات للأسلحة في مقرات بعثة الأمم المتحدة كافية لتجهيز مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بها.
كما قدم رئيس البعثة الأممية شرحا مفصلا عن كيفية نقل هذه الجماعات الإسلامية من أفغانستان إلى السودان، وتحدث عن الطريق الأول الذي يشمل نقل المقاتلين من قندهار إلى باكستان في وجود مرافقين تابعين لواشنطن من أجل تأمين مرورهم عبر الحدود بين البلدين، وفي باكستان يتم توجيههم إلى مطار “سامونغلي” أين ستقلهم طائرة أمريكية إلى معسكر “لامونييه” الموجود في العاصمة الصومالية جيبوتي، وبعد ذلك يتم نقلهم على طائرة أخرى إلى جوبا بجنوب إفريقيا، حيث ستتسلل هذه المجموعات برا إلى الأراضي السودانية، أو يتم نقلهم مباشرة من مطار جوبا إلى إلى مطار بورتسودان تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
كما اقترح فولكر طريقة أخرى انطلاقا من مطار “سامونغلي” الباكستاني مرورا بمطار كراتشي الدولي للتزود بالوقود ثم إلى القاعدة الأمريكية في كينيا التي تدعى موندا باي ” Manda Bay”، ومن هناك يمكن للمجموعات أن تنتقل عن طريق مركبات إلى جوبا، ثم الى الشمال السوداني.
وتجدر الإشارة أن هذا المخطط الذي كشفت الستار عنه هذه الوثائق المسربه قد بدأ العمل عليه منذ الإطاحة بالبشير، وتبين هذه الوثائق مدى خطورة هذا المخطط على أمن واستقرار السودان، وكيف تلاعب رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس بالبرهان وبالشعب السوداني وبالأحزاب السياسية وأقنعهم أن مهام البعثة الوحيدة هي الحفاظ على أمن وسلامة السودان، في حين أنه هو من سعى في خراب البلد وتدميره لتنفيذ اهداف واشنطن فيه.