هل يبحث مني أركو مناوي عن دورا محتملًا لقيادة البلاد ؟

يؤمن الشعب السوداني بأن الصراع الحالي يمثل صراع على السلطة يقوده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لأبعاد تتعلق بمصالح سياسية عند رئيس المجلس السيادي للسودان، ومع أن أغلبية الشعب السوداني يقف خلف القوات المسلحة في الصراع الحالي، الا أن هذا التأييد يأتي بسبب القيمة والمكانة الوطنية التي تملكها القوات المسلحة، وليس تأييدًا للبرهان كشخص، ويعتقد الشارع السوداني أن التغيير أصبح واجبًا على مستوى قيادة الجيش وقيادة الفترة الإنتقالية التي يتردد بانه يجب أن يتواجد فيها الجيش كلاعب سياسي ويرى مراقبون أن المستقل ربما يشهد تغييرا في قيادة المؤسسة العسكرية .

بنفس الوقت يتحدث محللون عن أن المشهد يفتح الباب أمام طموحات قادة الحركات منهم رئيس إقليم دارفور مني أركو مناي، الذي يرى في نفسه قائدا سياسيا وعسكريا ناجح في الفترة الأخيرة، ونجح في قيادة إقليم دارفور بدعم من قبل الساسة والإدارات الأهلية والكيانات الشعبية في الإقليم.

ناشد مني أركو مناوي في إجتماع عقده يوم الإثنين الماضي مع ولاة محافظات دارفور المختلفة الدول الأفريقية المجاورة وعلى رأسها تشاد وإفريقيا الوسطى وليبيا وجنوب السودان لفتح حدودهم من أجل المساعدة في دخول المنظمات الإنسانية للبلاد لتقديم الإسعافات والمساعدات للجرحى والتعاون في مجالات حيوية تخدم جميع الأطراف، حيث قام مناوي خلال العاميين الماضيين بتوطيد العلاقات السياسية والإستراتيجية مع دول الجوار الأفريقية، وساهم بتعزيز التنسيق المشترك مع هذه الدول للقضاء على عمليات التهريب وضبط النزاعات المسلحة.

مني أركو مناوي كان معروفًا كقائد عسكري صلب، وبعد التوقيع على إتفاق جوبا للسلام وتعيينه حاكمًا لإقليم دارفور، أشاد الكثيرون بقدراته على القيادة والإدارة وتحقيق أهداف سياسية وإجتماعية بوقت قصير.

قبل الأحداث الجارية في السودان خرجت أصوات كثيرة تطالب بإستبعاد البرهان من السلطة بسبب الكوارث التي ارتكبها وإنقلابه على الإتفاق مع الكتل المدنية وغيرها من الأمور التي أدت الى إنهيار الفترة الإنتقالية على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولم يوفر الوضع الحالي الأمان اللازم في البلاد، في الوقت الذي إستقرت فيه ولايات دارفور واًصبح اللإقليم أكثر إستقرارًا من الخرطوم نفسها في السنوات الأخيرة، وفي المجال العسكري كذلك، يعتقد الخبراء أن سيطرة قوات الدعم السريع على المفاصل الرئيسية في العاصمة الخرطوم حتى بعد شهر من القتال يعتبر هزيمة عسكرية لقيادة القوات المسلحة حتى يومنا هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى